أرشيف

أسئلة تبحث عن إجابات تعز ثقافيا وتعليميا .. القبقبة للحالمة والفائدة لحمران العيون !..

تعز العاصمة الثقافية لليمن، هكذا يسمونها على الورق وفي أبواق الإعلام الرسمي فقط، لكن على أرض الواقع الأمر يختلف كثيرا، فالعاصمة الثقافية لليمن يفترض أن تكون الأولى في عدد المنشآت الثقافية، لكنها تأتي ثالثا بـ(800) منشآة بعد صنعاء (1,496) منشأة، وعدن(927) منشأة، منها مكتبتين عامتين من إجمالي (40) مكتبة عامة في الجمهورية، مثلها في ذلك مثل محافظات لحج والجوف والضالع والمحويت ومأرب التي تحتوي كل منها على مكتبتين عامتين، وفي هذا الجانب تتفوق عليها محافظات مثل عمران (3) مكتبات، وإب(4) مكتبات، وحضرموت (5) مكتبات، وحتى الهيئة العامة للكتاب لا تنظم معرضاً سنوياً للكتاب في مدينة تعز، بل تقوم مؤسسة السعيد بتنظيم معرض السعيد للكتاب وتقنية المعلومات منذ العام 2003م، وحتى العام 2008م حيث لم يتجاوز عدد دور النشر العربية المشاركة أكثر من خمسين داراً للنشر وذلك في عامين هما 2004م، 2008م، أما دور النشر اليمنية فلم يتجاوز عددها الـ(39) دارا وذلك في العام 2006م.

جامعة نمطية
في العام 1993م أنشئت جامعة تعز بعدأن كانت فرعا لجامعة صنعاء، وتخصصاتها نمطية وليست نوعية، فحتى الآن لا يوجد فيها كلية أو حتى قسم للصحافة في الوقت الذي يمثل الصحفيين وناشري الصحف المنتمين إلى تعز النسبة الأكثر في البلد. وفي نفس الوقت تشهد بعض الأقسام تراجعا ملحوظا في عدد المتقدمين للدراسة، حيث تضطر الجامعة لفتح باب القبول والتسجيل أكثر من مرة لاستكمال النصاب المطلوب لفتح المستوى الأول في بعض الأقسام، فهل تصدقون أن أقساماً مثل التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والنفس والجيولوجيا مثلا مهددة بالإغلاق، فقسم التاريخ للعام الثاني على التوالي لم يصل إلى النصاب بمعنى أنه سيقتصر على المستويين الثالث والرابع هذا العام، وقسم الجغرافيا أغلق مستواه الأول العام الماضي للسبب نفسه، وبالكاد وصل قسمي علم الاجتماع والنفس إلى النصاب بعد فترة تمديد، ربما يكون السبب أن مخرجات هذه الأقسام لا تواكب سوق العمل، لكن لماذا يتجه طلاب تعز للتسجيل في مثل هذه الأقسام في الجامعات الأخرى، وفي حال عزوف الطلاب عن هذه الأقسام لماذا لا تعالج أسباب العزوف؟ فكثير من الجامعات توضع حلولاً لهكذا حالات، إما بتطوير هذه الأقسام بما يتواكب وحاجة سوق العمل، أو بفتح أقسام نوعية يحتاجها سوق العمل بديلا لهذه الأقسام، لكن في جامعة تعز لم يحصل شيء من ذلك، فلا زالت النمطية تتكرر في الكليات والأقسام العلمية، وحتى كلية العلوم البيئية التي وافق مجلس الوزراء على إنشائها لم ترى النور بعد، فهذه الكلية ستحل بدلا عن قسمي الجيولوجيا والجغرافيا في كليتي العلوم التطبيقية والآداب، لكن لا زال هناك خلافا على مسميات أقسامها فكل طرف يريد أن يستأثر بنصيب الأسد.

الجامعة التكنولوجية .. الكذبة الكبرى
وما يقال عن تحول الجامعة إلى جامعة تكنولوجية لا يزال حبرا على ورق، ولا يوجد إلا في تصريحات قيادة الجامعة التي لم تحرك حتى الآن ساكنا عن فساد بالملايين ذكره تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتداولته الصحافة العام الفائت، ولعل الحسنة الوحيدة لهذا العام افتتاح قسم للكيمياء الصناعية في كلية العلوم التطبيقية.

مشاكل كثيرة من يحلهــا..؟
في تعز الكثير من المشاكل الحضرية والبيئة والتي تحتاج لمعالجات سريعة يجب أن تشارك الجامعة في إيجاد حلول لها، فسكان كثير من الحارات يصحون على إزعاج ورش إصلاح وسمكرة السيارات وما تخلفه من تلوث على أرضية الشوارع والتي ينامون عليها، وبدلا من تخصيص منطقة خاصة بها تجدها تنتشر بعشوائية في كثير من الحارات السكنية والشوارع الضيقة، وتظل تعمل حتى ساعات متأخرة من الليل، لماذا لا تشارك الجامعة في دراسة هذه الظاهرة بالتنسيق مع جهات الاختصاص، فأقسام مثل علم الاجتماع والجغرافيا وعلم النفس تهتم بهكذا مشاكل، ومثلها الدراجات النارية وحركة النقل وتداخل استعمالات الأرض وعشوائية البناء وارتفاع معدلات الجريمة والعنف وجميعها تهدد مدنية تعز.

ابن هــادي الوظيفة
بعد إجازة عيد الفطر نشرت صحيفة الجمهورية أسماء المرشحين لشغل الوظائف لهذا العام، وظهر أن مكتب التربية والتعليم حظي بنصيب الأسد، والخدمة المدنية في ذلك معذورة لأن المكاتب التنفيذية الأخرى لم تطلب موظفين جدد، فهي توظف بنظام التعاقد بحسب القرابة والوساطة وحق ابن هادي، فمثلا مؤسسة المياه والكهرباء توظف المتقدمين بالتعاقد ثم توظفهم رسميا، أليس الأولى أن تمر عبر الخدمة وتطلب التخصصات المناسبة، بالرغم من أنها توظف حملة الثانوية العامة وما دونها وتخصصات بعيدة عن الأعمال التي يزاولها هؤلاء الموظفين، ألا تحتاج مثل هذه المؤسسات لقارئ الخريطة وراسمها بدلا من قيامها بتأهيل موظفيها الجدد، ألا تحتاج للجيولوجي والاجتماعي، وحتى هيئة الأراضي التي تواجه صعوبة في تحديد قطع الأراضي وإسقاطها على المخططات أليس الأولى لها أن تستفيد من مخرجات الجامعة في تخصصات الجغرافيا والجيولوجيا مثلا لإنشاء قاعدة بيانات باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتسقط من خلالها قطع الأرض بإحداثياتها الجغرافية لتكون سجل عقاري يتخذ مرجعية في منازعات الأراضي والتي تزهق بسببها أرواحاً؟

اللوم على مـن؟
بعد هذا كله أليس من حق الطلاب أن يعزفوا عن الأقسام التي لم تعد تؤكل عيش، وهل العيب عند الجامعة والقائمين عليها الذين لم يسوقوا مثل هذه التخصصات لدى جهات الاختصاص في إطار ربط الجامعة بالمجتمع، أم عند الطلاب الذين يذهبون نحو تخصصات يعتقدون أنها ستعينهم في الحصول على الوظيفة؟ وهناك شيء أهم فمثل هذه الأقسام لا تستطيع تأهيل الطالب لسوق العمل، لأن قلة الإقبال يضطر الجامعة لفتح باب القبول مرة أخرى وتخفيض نسبة القبول، وبالتالي يلتحق في هذه التخصصات ذوي المعدلات المنخفضة فيكون تحصيلهم العلمي رديء في سوق العمل، فيعطي سمعة سيئة لمثل هذه التخصصات التي يحتاجها المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى